شفاعة الحبيب في الوقت العصيب

الشفاعة رحمة من الله عز وجل لعباده في ذلك اليوم العظيم يوم القيامة، يوم الحر الشديد، والهول المديد، يوم يفر المرء من القريب والبعيد، يوم يجتمع الناس جميعهم من لدن آدم عليه السلام حتى آخر إنسان على وجه الأرض، يجتمعون في صعيد واحد للفصل بينهم، وصدور الحكم لهم أو عليهم، لا فرق بين الكبير والصغير، ولا بين الأسود والأبيض
 

ازالة الالتباس حول شفاعة سيد الناس

من تلبيس المتنطعة على المسلمين ، وهو ما ينبغي ألا يأبه له العالم المحقق ، قوله إنه لا يجوز أن تطلب الشفاعة من غير الله من نبي أو صالح ، بل طلب ذلك منه شرك ، وذلك لقوله تعالى : ﴿ قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعاً ﴾{الزمر:44} ،
 

بين الاستغاثة و الشفاعة

هذه المسألة متفرعة عن مسألة الاستغاثة بالمخلوق ، وقد كتبت عنها في رسالتي (( التوسل في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه )) لإن الأدلة الشرعية دلت على أن الاستغاثة نوع من التوسل ، كما يظهر من عرض هذه الأدلة إن شاء الله تعالى .
ولايمكن معالجة هذه المسألة إلا بعد تفهم لفظ الاستغاثة واستعمالاته الشرعية.
 

تأخر التوبة و الحاجة إلى الشفاعة

اعلم أنه قد يؤخر الله عنك التوبة مع صدقك في طلبها، لجلهلك مقام نبيه صلى الله عليه وسلم وتقصيرك في التعلق به وعدم استشعار حاجتك إليه في الدنيا والآخرة، فيعظم كربك بتأخير التوبة، ويشتد خطبك، وتستشعر البلاء، وتوقن بالعطب، فتعلم بعد ذلك مدى حاجتك إليه صلى الله عليه وسلم، فتكون أشد حاجة إلى شفاعته من حاجتك إلى الماء البارد على الظمأ في حر الرمضاء وقد أيقنت الهلاك والخيبة والخسران
 

شفاعته في السنة العصماء

أَنَا أَوَّلُ مَنْ تَنْشَقُّ عَنْهُ الأَرْضُ وَأَوَّلُ شَافِعٍ وَأَوَّلُ مُشَفَّعٍ
 

شفاعته في القرآن الكريم

[عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا] (سورة الإسراء-الآية 79)
خاصة بسيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و قد قال جمهور سلف المفسرين أن المقام المحمود هو الشفاعة العظمى ، و له صلى الله عليه و سلم شفاعات أخرى
و في الآيات التالية دليل على شفاعات للنبي صلى الله عليه و سلم و الصالحين ممن يأذن لهم الرحمن عز و جل