همزية الرواس
- التفاصيل
- التصنيف: مكتبة قصائد المديح النبوي
- تم إنشاءه بتاريخ 04 تشرين1/أكتوير 2013
- كتب بواسطة: الامام الرواس
- زيارات: 3438
هذا الوجود على مجلاك إِيماءُ وفي العما من سنا معناك أَضواءُ
قامت بسرِّك من آيات أَمرك في عوالم الكون أَسرارٌ وآلاءُ
ما مس قابسة الأنوار بارقة إلا ومنك لها شأنٌ وإبداءُ
ولا تلجلجت الأجساد في نَفَسٍ إلا وأفرغ فيه منك إحياءُ
مظاهر الحضرات انجاب حندسها بشمس قدسك عنها فهي بلجاءُ
سِرَّان ما أعجب التفريق بينهما هما دليلان إحياء وإفناءُ
كشف وطمس بمعراج التدبر من كونيهما قام إبراز وإمحاءُ
والقبض والبسط من تصريف طورهما في عالم الخلق منع ثم إعطاءُ
والخلق والأمر قاما والمدار على ما دار بينهما وضع وإعلاءُ
سرادق في فجاج العلم قد نصبت وسار في كلهن السين والراءُ
حتى إذا شمخت بالأفق قبته وكفكف الأرض تكوير وإدحاءُ
وصيغ آدم بالصنع القديم كما أقيم وازداج منه الطين والماءُ
تعلق النور فيه من طوى جبل ما مس موسى به في الطور إغشاءُ
مقدس صين في كنزية سبحت ببحر نور إذ الآثار ظلماءُ
ومذ جرى ضمن ذاك الهيكل انبجست له علوم وأفهام وأسماءُ
فكان مضمون كنز من تشعبه قامت شؤون وقال الناس ما شاؤوا
جهل وعلم وكل الناس طائفة بالجهل والعلم أموات وأحياءُ
تنوعت من نكات الكون اقضية والحكم فيها أفانين وآراءُ
هذا إلى الحق يمشي لا على مَهَل وذاك بالزور والبهتان مشاءُ
ياحيرة غلبت قوما وغيل بهم وفي العقول دواء الداء والداءُ
نعم عقول الورى في الوضع عاجزة ففي نقابيه إضلال واهداءُ
وفي رقيق نسيج الإختيار على نول المواهب حكم العدل قضَاءُ
لذا إليك صدور الرسل أجمعهم بما عرفناك يارب العلى باؤوا
موج تدفق من نشأ البروز الى ألباب قوم فإلهام وإيحاءُ
فشق صخر قلوب حين فاض لها وما خلاها ببحت الوضع صماءُ
فدقها وارد الإنذار فانكشفت بالقبضتين فخلان وأعداءُ
حنت لواردها من حيث موردها قلوب سُفّارِ قوم بعد ما جاؤوا
طريقتان انجلى مضمار حالهما فتلك سوداءُ والأخرى فبيضاءُ
هذا الكتاب الذي جاء البشير به محجة في طريق الله سمحاءُ
أبدى رموزا من الأسرار غامضة ما فك مغلاقها إلا الألباءُ
طوت خوارقه آيات معرفة من نشرها لقباب الغيب إسراءُ
جلت فنونا فأدلت من تنزلها ضوءا به مقلة المبعود عمياءُ
ما بين أحرفه في نظم سبكتها ووصلها الأشطب الصمصام فراءُ
تضمن العلم تفصيلا وأجمله كما تضمن عين النقطة الباءُ
وغاص طمطامه علما وفسره محمد(ص) واتانا منه إنباءُ
كأن دنيا الورى أعوامها سنة وكلها بعد ما قد جاء شهباءُ
أفنى جموعا بسيف العدل وهو إذا إفناء ظلم به للعدل إبقاءُ
أدار من كأس حم الغيوب على أهل الرضا ما حماه الميم والحاءُ
معتق من زوايا القدس تعصره يد الرسالة ما شابته صهباءُ
بورده والتنحي عند طالعة فيها من الأمر إسعاد وإشقاءُ
إذا روى نقلها المنصوص راوية أعانه من شروق الفتح إلقاءُ
يطوف من حاله في قلب عارفه روح ووجه الجحود الخبل حرباءُ
في الدهر من شأنه شأن يحوله وعن ضياء الضحى للعمش إغضاءُ
معنى نهار وليل بين دورهما من قابض الحكم أطراف وآناءُ
توالجا فأقام السر بينهما فواصلاً هي إظلام وإيضاءُ
ما جاء في نشأة الإثبات آدمها إلا لها ولهذا السر حواءُ
بيان غمض بممتد الرقائق من علم الرسول وهل للسطر قراءُ
يا أمة جحدت برهان حجته كأنها أمة بكماء صماءُ
هذا هو الحق لا ندٌّ يعدده وفي التعدد عدوان وإجفاءُ
يعدد الحقَّ بُهتاناً أخو سفه وعينه بانحراف المسّ حولاءُ
لو ناصفت سمة الانصاف أفئدة منهم لما غالها جحد وبغضاءُ
إن البراهين لا تخفى على درب إن لم يخطّئه في مسراه أقذاءُ
سمط المعاني على منظوم جوهره تخالفت باختلاف الفهم أهواءُ
وقائل الحق لم تقلب حقيقته وإن ترنم بالتبديل ورقاءُ
سر تكاتمه أهل القلوب فخذ منه الرموز وما للسر إفشاءُ
الفرق بين نماط الجمع متسق والجمع يشهده لطف وإنطاءُ
يسفه الحق سفا ثم يرجعه فرقا وفي الامر تجريد وإكساءُ
وأين تجتمع الأحداث في قدم من ذاته فيه تنزيل وإعلاءُ
قامت على صور الآثار حاكمة من قدسه غارة للفرق شعواءُ
تبارك الله لا عهد يغيره ولا يماثله في الوصف أشياءُ
فرد قديم عظيم واحد أحد له صفات قديمات وأسماءُ
منزه عن سمات الحادثات ففي طور الحدوث انتقالات وإبلاءُ
وفي الجهات انحياز وهو جلَّ فلا ينحاز والحيث للمنحاز أرجاءُ
تدبر الأمر والتكييف مزلقة ملساء فيها من الشيطان إغواءُ
فدن بدين تهامي شريعته نور وليس لنور الله إطفاءُ
وازو الهوى عنك مغموسا بسنته فللهوى من بني الدنيا أرقاءُ
وذِلَّ لله إن تسلك طريقته ففي الحضور الأذلاء الأعزاءُ
وجِد واجهد ولا تنظر لماشية في الدرب حذف كراعيها المطيطاءُ
فأمهات الفعال السيئات لها من عبء أبنائها الأخلاط آباءُ
وخذ إذا ما توسدت الثرى عملاً يكون خِلاً إذا انحاز الأخلاءُ
وقف على الباب مخفوض الجناح وكن عبداً ومنك لقلب الوهم إدماءُ
قد حاول الجمع أقوام فأرجعهم موتى وهم بطنين الظن أحياءُ
فالعارفون بباب الفرق موقفهم والأنبياء العرانين الأجلاءُ
قال اتحاداً أُناس والحلول حكوا والكل صدمتهم في الدين دهماءُ
لو حل فيهم على فرض المحال لما منهم تحلل بالتحويل أجزاءُ
رواشق الجهل من شيطان أنفسهم للصد منهم تلقتها السويداءُ
قالوا سلكنا طريقا لا اعوجاج به وفيه قنطرة بالشرك حدباءُ
دع عنك ما انتحلوه من زخارفهم وافطن فسانحة التوفيق خلصاءُ
يلب منها بعنق العبد جوهرة يتيمة من عقود الفتح عصماءُ
واسلك طريق الرفاعي الإمام فقد وافى به حضرة القرب الأحباءُ
مهذب مذهب الحق استقر به وكاد يهدمه القوم الأشراءُ
دعا الى الله عن علم فجاوبه بقسمة الغيب آباء وأبناءُ
وسد كل طريق لا دخول له على الرسول فأم الغي خنساءُ
وكم قلوب طمت فيها الكدورة مذ أمته أم بها لله إصفاءُ
قد قوم الله اعوجاج الطريق به وليس في طرق السادات عوجاءُ
أجل تدلس بطلاناً بموكبهم قوم وأهل الحمى زهر أحقاءُ
وأحمد الأولياء الغر أحمدهم وفحلهم إن ثنى الأبطال هيجاءُ
شق القلوب بموسى الشرع فانبجست درا وهاهي قبل الشق حصباءُ
طاش العقنقل في ميدان حكمته على أولي الزور حتى رهبةً فاؤوا
وجاءهم ببراهين خوارقها كالمعجزات لها في الكون إمضاءُ
لكل شأن من التحقيق عن جسد تقليد نمط وللتحقيق ضوضاءُ
قد أمطر الخبّ للرائين سابحةً وهل لها من رقيق الأفق أنواءُ
شأن الرفاعي في معراج مظهره له سمو وللأتباع أسماءُ
تحت العجاج مكينا قام إذ كثرت للطارقينَ بقفر الحي غوغاءُ
كالطود ما هزه الإدلال في زمنٍ وللفحول مع الإدلال إرغاءُ
ضاهى نسيم الصبا لطفا ومهجته في الله من طارق الأحوال حراءُ
كأنه أعجز الركبان حين يرى وكم به سبق السباق عرجاءُ
أبوه من مشرق الرزوراء شمس هدى جرت لمغربها والسير إسراءُ
حتى استقرت بكنّ الكاظمية في مضمار نور جلته قبل أبواءُ
قد قوما قوس بغداد أجل فهما لولاهما مقلة الزوراء زوراءُ
وعنهما من أبي العباس قام فتى هو الضمير الذي يعنى له الهاءُ
فاضت عوارفه في الملك فابتهجت بفيضه الجمّ أقطار وأنحاءُ
روح البتول طوت في نشر هيكله حالا علامته في الآل زهراءُ
وعاهدته يد الهادي على سنن زمامه ما به للكون إرخاءُ
فكم به سترت في الكون فادحة وكم به كشفت بالله جلاءُ
جحاجح السادة الأقطاب غايتهم لها لدى بدئِهِ في السير إبداءُ
خل الدعاوى على حرفٍ تجد بهم شمسا كواكبها هم أينما ضاؤوا
برهانه حجة في السلك قاطعة فيها من القطع والابعاد إبقاءُ
طريق من حاد عنها كلها غصص بها العويصاء تتلوها العويصاء
رموز علم جلاها بعد أن كسيت طمسا ودلت بمجلاها الأدلاءُ
أقلام حكمته في جفرها نقشت كشفا له من مداد القدس إجراءُ
تغلغلت في كنوز السر فانكشفت بها فنون لها الأهلُ الأقلاءُ
سرى بها واحدا فردا ورايته في أول الموكب القدسي خضراءُ
وجاب ظلمة أوهام الشكوك وما لحزب أتباعه في القوم أكفاءُ
وبيضت جبهة الدنيا مناقبه وما لها إن يرام العد إحصاءُ
رقائق السر من آيات همته لها ببطن ضمير الكون إدلاءُ
كأنما داره في كل بادية ومن جلالته في الحي فيفاءُ
تجلي لأهل المعاني من حقائقه عروس حال من العرفان عذراءُ
عليه رضوان رب العرش ما لمعت شمس وما عاقب الإصباح إمساءُ