سدرة المنتهى
- التفاصيل
- التصنيف: مكتبة قصائد المديح النبوي
- تم إنشاءه بتاريخ 06 تشرين1/أكتوير 2013
- كتب بواسطة: أ. د. م. محمد مؤنس سلامة
- زيارات: 2807
أ.د.م. محمد مؤنس سلامة
رسـول الله جـئـت إليـك يسـبقـني
فــؤادي غـير مـبال بـالأسـفـار
وتحـلم عـيني مـا طـال عــمري
كي تري نور الحبيب المصطفي المختار
وآذاني عاشقـة طيب الحديث عن النبي
وآلـه فـي جـنح لـيل أو طوال نهار
يحـنو إلـيك القـلب دومـا فـإنه بك
بـالـنعـيم قـد بشر الأبرار و الأطهار
وبـك النـذير مـن الجحيم بكافر قـد
حـل وكـذا بزمـرة العاصين والفـجار
كـل الكمال لـك أنـت وحدك وفـي
الآداب والأخـلاق نـعم شهادة الغـفار
رأيـت النـور حـين وصلـت دارك
وإمـتـلأ قـلـبي مـذ رأي الأنــوار
وبـريء جـسمي من كل هـم مـسه
وطـاب جـرحي مـن بلـسم الأذكـار
والنـفـس تـأمن غـدرها وشرورها
والـروح تـسمـو في روضة الأسـرار
وكـل الـنـاس تـرمي حـمـولـها
علي أعـتاب بـاب مشـدودة الأنـظار
والأم تهفو ولهانة ومشوقة هان رضيعها
تـبـغي الـقدوم إلـبك في أول الزوار
أجـد السنـين بـحلـوها ومـرارهـا
أضحت وبـاتـت صفـرا من الأصفـار
والجـاه والثـروات يخـفـو بـريقها
وفي الحنين إليك تـساوي وافدوا الأقطار
برحـيل أحـبابك صار القـلب مكلوما
ومكتويا والنـفس قد ضاقت بسفاهة الكفار
فـروحك يا خديجة قد صعدت لباريها
كم كنت من عـون في الجـهر والإسرار
سرعـان ما العـم قـد فـارق الدنيا
لـم يـبق مـن مـنع للـضر و الإضرار
لـم تـلق بالطائـف حـبا ولا أمـنا
بـالقـول أوذيـت ورمـيـت بالأحـجار
لله أسـلمـت الـوجـه والـقـلـب
فـي الله جـاهـدت بـالعـزم والإصرار
الله صـنـعـك بـيـديه أبـدعـك
لابـد مـن عـون لابـد مـن إبــرار
أسـري بـك الله كـي يطمئن قلـبك
وفي السـماء عرجـت بكل تجـلة ووقار
صلـيت بـالرسل الكـرام إمامـهـم
بـالمسجد القصي أنعم به من مسجد ومزار
ورأيـت مـنـهـم كـل ذي عـزم
و إلـتـفـوا حـولك فـي أجـل حـوار
أرسلت خـاتمهم صـدقا لما معـهم
الإسـلام يجـمعـهم وشـهدن في إقـرار
شـاهدت أقـواما تـنضخ رؤسـهم
وآخـرون يعـذبـون وكـل من الأشـرار
صاحبت جبريل الأمين برحلة وقـف
الأمين وإذاك مخترقا للحـجب والأسـوار
ورأيـت نــور الله أنيً تــري
نــور علـي نــور عـلـي أنـــوار
في سـدرة المنتهي أوحاك ما أوحي
مـا زاغ مـنك البـصر ما تاهت الأفكـار
كـلفـت بـالصلـوات تـكلـيـفا
وتـشريفا وراحة لنا وتخـفيفا عن الأوزار
وسألت ربك تخـفـيفا فـتخـفـيفا
شفـقا بـأمتـك وأقـرك سابـل الأستـار
رحـمـاك رب العالمـين بأمـتـي
هي بالذنوب محاطة رحمة رب قادر غفـار
إن العـلي فـرض الصلاة من العلا
وجـبت علينا دون تـقصير ولا أعـذار
هي خمـسة خمـسون أجرا لقدرك
ومـقـيمها في وقـتـها تاج له بسـوار
في قـبـلة وللا ًكـها رب كـريـم
ليـس بـغافـل بـل عالـم الأســرار
هي قـبلة ترضي بها لها في القلوب
مكـانـة ومـنارة الأرواح والأنـظـار
أدم الصـلاة عـلي النـبي فإنـها
مـفروضـة دومـا أزلا وفـي تكـرار
صلي علـيك الله يـا خـير الوري
لك في النفوس محبة وتحية الإجلال والإكبار